بوب وودورد
بوب وودوارد (Bob Woodward): هو صحفي ومؤلف أمريكي بارز، يشتهر بتحقيقاته العميقة حول الشؤون السياسية في الولايات المتحدة. وُلد في 26 مارس 1943 في جينيف، إلينوي، وانضم إلى صحيفة واشنطن بوست عام 1971، ليصبح أحد أشهر الصحفيين الاستقصائيين فيها.
أصبح وودوارد معروفًا على مستوى عالمي بعد تحقيقه الشهير في قضية ووترغيت (Watergate) في السبعينيات، والذي قام به بالتعاون مع زميله كارل برنستين. كشف هذا التحقيق، عبر مصادر سرية، عن تورط إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون في فضيحة تجسس على الحزب الديمقراطي، ما أدى إلى استقالة نيكسون. هذا الإنجاز لم يكن مجرد انتصار صحفي، بل كان أيضًا لحظة فارقة في تاريخ الصحافة الاستقصائية، حيث وضع معايير جديدة للصحافة المعتمدة على المصادر السرية.
يعتمد وودوارد على مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين، مستندات رسمية، ووثائق حكومية، ويشتهر باستخدامه للمصادر المجهولة للوصول إلى المعلومات الحساسة. أسلوبه المميز يجمع بين السرد الصحفي المتقن والتحقيق الاستقصائي، مما يُبقي القارئ مطلعًا على التفاصيل الدقيقة لأسرار وكواليس السياسة الأمريكية.
خلال مسيرته الطويلة، نشر وودوارد ما يزيد عن 20 كتابًا، تناولت العديد من الرؤساء الأمريكيين، بدءًا من ريتشارد نيكسون وحتى جو بايدن. بعض كتبه البارزة تشمل:
Fear (2018) وRage (2020)، حيث يناقش سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، ويقدم منظورًا داخليًا عن كواليس إدارته.
The Last of the President’s Men (2015) الذي يعيد النظر في حقبة نيكسون من خلال قصص جديدة.
Peril (2021)، الذي يتناول الفترة الانتقالية بين ترامب وبايدن، ويستعرض المخاطر السياسية والأمنية خلال تلك الفترة الحساسة.
تعتبر كتابات وودوارد مرجعًا للعديد من الباحثين والمؤرخين، إذ تتسم بالعمق والدقة، وغالبًا ما تُثير جدلًا نظرًا للمعلومات الحساسة التي يكشفها. وقد حصل على عدة جوائز، منها جائزتي بوليتزر، واحدة لعمله في فضيحة ووترغيت، وأخرى لتغطيته أحداث 11 سبتمبر.
يواصل وودوارد الكتابة عن القضايا الراهنة، حيث نشر في عام 2024 كتابه “War”، الذي يتناول تحديات السياسة الخارجية لإدارة بايدن في ظل الأزمات الدولية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتوتر العلاقات مع الصين. يبرز الكتاب قدرته المستمرة على الوصول إلى معلومات من داخل دوائر صنع القرار، مما يعزز مكانته كأحد أهم الصحفيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة حتى اليوم.
وودوارد يمثل نموذجًا للصحفي الذي يسعى للوصول إلى الحقيقة في أكثر اللحظات تعقيدًا في السياسة الأمريكية، تاركًا إرثًا غنيًا من التحقيقات التي ساهمت في تشكيل التاريخ الصحفي والسياسي للولايات المتحدة.